الرتق
May 7, 2024عيد زواج سعيد
فوق كرسي مكتبي المتهالك وبين تلك الوجوه التي لا تكف عن الثرثرة بتوافه الكلام
قررت أن أتمرد لأفعل شئ جديد لتدب الحياة لحياتي الرتيبة .
وبينما أُفكر جائتني فكرة مجنونة أعتقد أنها كفيلة بتحريك تلك المياه الراقدة ,
فقررت الإتصال بزوجتي لتهنئتها بعيد زواجنا العاشر.
وأخذت أبحث عن إسمها ,
ها أنا وجدته (مليكتي )
(فارتسمت على وجهي إبتسامة عفوية وتذكرت تلك الأيام الخوالي التي كنت ألقب فيها بشاعر الكلية.)
(حبيبتي : كل عام وأنت بخير بمناسبة عيد زواجنا العاشر)
(أي يوم تقصد ,أعتقد إنه لم يحن بعد)
(حبيبتي هل تذكرين الصندوق الأحمر)
(هل تريد أن تبيع شئ آخر(بصوت ساخر))
(بالطبع لا ,ولكن كنت أُذكرك بورقة كتبناها قبل زواجنا)
(عزيزي هذه الورقة قد مزقتها بعد الزواج بفترة قصيرة (بصوت خبيث))
(تقصدين صورة الورقة إذا(بصوت أكثر خبثا),
هل تذكرين ماذا كان بها)
أخذت تتلعثم ثم قالت (لا أذكر شئ )
(بل تذكرين جيدا, ألم نتفق انك إن لم تُنسيني النساء فلي الحق ان أتزوج عليك وبملابس زفافنا)
(ولكن هذا الإقرار إنتهى اليوم ,فما الفائدة إذا )
(إنتهي ! من قال ذلك !,عيد زواجنا العاشر غدا)
(وماذا تريد إذا)
لا شئ قررت الزواج وقد وجدت العروس فعلا, هل تذكرين إنني أخذت ملابس زفافنا وأخبرتك بمفاجأة قريبة)
هنا أحسست بتغير لون هاتفي للون الأحمر و تحول صوت زوجتي الى مايشبه البركان الثائر(عزيزي إفعلها لو إستطعت)
وتركتها لمدة نصف ساعة ثم عاودت الإتصال
(حبيبتي كيف حالك الآن )
(لا تقول هذه الكلمة ثانيا وقد جهزت أغراضي للذهاب لبيت أبي)
فسألت بكل برود (لما)
(وهل لا زلت تجرؤ على الحديث ثانياً)
(حبيبتي ما الخطب)
وهنا علا صوتها لدرجة اني أكاد أسمعه من شقتي التي تبعد حوالي خمسون كيلومتر من عملي(إغلق الاتصال)
(حبيبتي كنت أمزح معك,فهل لي المقدرة المادية والجسدية على الزواج الثاني )
(أحقا تمزح)
(وهل يعقل أن أتزوج ثانيا ,فأنت انسيتيني كل النساء ,أحييك(بسخرية))
(حبيبي كنت واثقة من ذلك,فلما أخذت ملابس الزفاف إذا ؟)
(أتذكري ذلك الفندق الذي تمنينا أن نقضي فيها أسبوع زواجنا )
(بالتأكيد أذكر)
(قررت أقضي فيه أسبوع زواج جديد وبملابس زواجنا )
(حبيبي,أحبك جدا,أنت أجمل حدث لي طوال حياتي ,ٍسأرسل الأطفال لأمي وأنتظرك)
وهنا أحسست بشعور لا يوصف وكأنني شربت كل المكيفات في وقت واحد,
وبعد ساعتين ,
إنتهي دوامي ثم ذهبت للبيت لأجد زوجتي عادت كأني لم أراها من قبل ,
(حبيبتي ما هذا الجمال )
(حبيبي لا تخجلني )
(حبيبي ماهذه الأشياء وأين ملابس زفافنا ومتى نذهب للفندق)
(حبيبتي سأقص لك الحكاية بالتفصيل ,
تعلمين أن صديقي عمر يقوم بتأجير ملابس الزفاف , وأخبرني ذات مرة أن ملابس زفافنا عادت موضة للارتداء هذه الايام واقترح علي أن يؤجرها ولي نصف المكسب ,فوافقت فورا )
(هل إستطعت أن تؤجر ملابس زفافنا)
(حبيبتي فهذه الملابس لم نستخدمها سوى مرة والآن جاءت فرصة لنستفيد منها,حبيبتي لقد كسبنا هذا الشهر ثلاث الاف جنيها ,إفتحي الأغراض ستجدي لحم مشوي وفاكهة وهدية لك وللأولاد)
(حبيبي ولكن )
( حبيبتي جهزي الطعام ولا تنسي نصيب الأولاد).